قصتنا عن هارون الرشيد
كثر الكلام عن هارون الرشيد بأنه صاحب غناء وخمر ولهو وغير ذلك وكل هذه إدعاءات من أعداء الدين ومن يقرأ سيرته بتمحص وتمعن يعرف انه كان يصلي في الليلة الواحدة مائة ركعة
وكان يحج عاماً ويغزو عاما ..
وما يهمنا منه الآن هذه القصة التي بها العبرة ..
في يوم من الأيام وصله خطاب طويل من ملك الروم آن ذاك واسمه نقفور كان هذا الخطاب كثير الكلمات والحروف ملئ بالسباب والشتائم والوعيد والتهديد لهارون الرشيد وللمسلمين وأنه سيكون جيشا ويأتي إلى المسلمين ليقتلهم ويدمر بلادهم حتى يصل إلي الكعبة فيهدمها .
فلما قرأ هارون هذا الخطاب التفت إلي كاتبه وقال اكتب في ظهر الخطاب لايريد أن يرسل ورقة جديدة تحقيرا لملك الروم فأرسل إليه نفس الخطاب مكتوبا فيه هذه الكلمات
"من هارون الرشيد أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم .. إن الجواب ما ترى لا ما تسمع ! والسلام على من اتبع الهدى "
ثلاث كلمات فقط أرسلها له (إن الجواب ما ترى لا ما تسمع) ثم خرج هارون الرشيد ونادى في الناس الجهــــاد الجهـــاد ،
فاجتمع الناس جماعات ووحدانا و خلال وقت قصير إذا بالجيش يلتئم والقوة تتجمع ثم يقودها هذا البطل العظيم ومتجهاً إلى أين ؟ إلى نقفور بذاته ملك الروم .. ويصل إليه بعد أن يفتح البلاد تلو الأخري .. والقرى تلو القرى إلى أن يصل إلى عاصمة نقفور .. يحاصرها ويشد عليهم بالحصار .. ويحلف أن لا يرجع إلا برأس نقفور ..
عرض عليه ملك الروم ما شاء من المال والذهب والجزية لكنه أبى ،ورفض ثم في النهاية قام الروم بالانقلاب على نقفور ،وسلموا رأسه إلى هارون الرشيد قتيلا .. ثم استسلموا جميعاً لهارون الرشيد ودفعوا له الجزية أذلة خاسئين
وعاد هارون منتصرًا قويا إلى بلاده وقد رفع راية الإسلام والحق عاليا.
وهكذا كان المسلمون أعزة لا يقبلون الهوان ولا الذل ينصر بعضهم بعضا أما في وقتنا هذا فلا مجيب لمن ينادي أغيثونا ..!!
ولا حول ولا قوة إلا بالله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق