السعادة الحقيقية ليست في المال الوفير ولا في الشهرة ولا في الجاه، بل هي في راحة القلب وطمأنينة النفس ورضا الروح عن حالها. والشباب المسلم يملك مفاتيح هذه السعادة إذا سار على نهج القرآن والسنة، وأدرك أن السعادة ليست هدفًا بعيدًا، بل هي أسلوب حياة.
1. القرب من الله أساس السعادة
قال الله تعالى:
﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28]
ذكر الله، وقراءة القرآن، والمحافظة على الصلاة، كلها أبواب لسكينة القلب التي لا يذوقها إلا من ذاق حلاوة الإيمان.
2. الرضا بما قسم الله
النفس تطمع، لكن من عرف أن رزقه مكتوب، وأن كل ما أصابه مقدر له، عاش مطمئنًا راضيًا. قال النبي ﷺ:
"ارضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس" (رواه الترمذي)
3. الإحسان للناس
السعادة تكبر حين نمنحها لغيرنا. مساعدة الآخرين، والابتسامة الصادقة، والرحمة بالضعفاء، كلها أعمال تملأ القلب نورًا، قال ﷺ:
"أحبُّ الناسِ إلى الله أنفعهم للناس" (رواه الطبراني)
4. التوازن بين العمل والراحة
الإسلام دين الوسطية، فلا إفراط في الانشغال بالدنيا على حساب الدين، ولا عزلة عن الحياة بحجة العبادة. الشباب المسلم يحتاج أن ينظم وقته بين العبادة، والتعلم، والعمل، والاستمتاع بالمباح.
5. صحبة الخير
الأصدقاء الصالحون مرآة للمرء وسند له في طريق الحق. قال ﷺ:
"المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل" (رواه أبو داود)
الخاتمة
أيها الشاب المسلم… السعادة ليست رحلة شاقة، بل هي خطوات يومية تبدأ من قلبك، حين تملؤه بالإيمان، وتشحنه بالرضا، وتزينه بحسن الخلق. عش قريبًا من ربك، نافعًا للناس، راضيًا عن حياتك… وستكون أسعد الناس بحق.


