السبت، 30 مارس 2013

قصة جميلة عن حسن الخاتمة


قصة جميلة




يرويها لنا أحد مغسلي الموتي لنر ماذا يقول :



اتصل بي أحد الأخوة وانا في المنزل يوم الجمعة، وقال لي،يا شيخ إن أخي انتقل إلى رحمة الله ،وهو الآن موجود في ثلاجة ( مستشفى الجدعاني )، بحي الصفا،ونريد منك أن تغسله ، وتعمل على تجهيزه وتذهب إلى المستشفى في التاسعة صباح غدا السبت ، لنقله الى المغسلة المقبرة،


فقلت:إن شاء الله ،وبعد صلاة العشاء من نفس اليوم اتصل بي والد الشاب لنفس الموضوع ،
فقلت : له ابنك اتصل بي قال:أدري ياشيخ لكن فقط للتأكيد على حضورك ،


وفي صباح اليوم التالي توجهت إلى المستشفى في الموعد المحدد وقبل وصولي إلى بوابة المستشفى رأيت الكثير من الناس تنتظر خارج المستشفى فاعتقدت ان هنال اكثر من ميت في المستشفى استقبلني أخاه ووالده عند الباب ،


فقلت لهم: كم ميت ، فقال والده: فقط واحد يا شيخ إنه ابني فقط يا شيخ ، فقلت :ولماذا كل هذه الأمة ،قال الاب:كلهم حضروا من طريقة موت ابني فتشوقت لمعرفة طريقة موت ابنه، !!


وبينما يتم انهاء إجراءات إخراج تصريح الدفن وتبليغ الوفاة من المستشفى سألت والد الشاب وعلامات الحزن ظاهرة على وجهه ،كيف مات ابنك،


فقال: يا شيخ حضرت أنا وأبنائي لصلاة الجمعة في هذا المسجد ،و بعد انتهاء الإمام من خطبةالجمعة وإقامة الصلاة وفي السجدة الثانية قبل التسليم ينزل ملك الموت بإذن المولى عز وجل ويأخذ روح ابني وهو ساجد لله في صلاته
انظروا يا إخوان كيف كانت ميتة هذا الشاب ينزل ملك الموت الى المسجد ويأخذ روح هذا الشاب وهو ساجد لله وليس في معصية من المعاصي ومتى نزل ملك الموت نزل يوم الجمعة وأنتم اعلم في هذا اليوم كما يقول عليه الصلاة والسلام : من مات يوم الجمعة او ليلة الجمعة وقاه الله فتنة القبر ، وكيف أخذ ملك الموت روح هذا الشاب ، وهو ساجد في المسجد وليس في مكان معصية الله


،يا إخوان من منا لا يتمنى هذه الميتة؟ من منا لا يتمنى هذه الميتة ،في بيت من بيوت الله ؟


ثم حملنا هذا الشاب في سيارة الموتى إلى المغسلة وأدخلناه إلى غرفة الغسل ووضعناه فوق خشبة الغسل لنبدأ نتجهيزه وكلنا سوف نمدد على هذه الخشبة ،لانستطيع الحركه،ثم أتى المغسل وهويقوم بتجريده


واذا بإمام المسجد يدخل علي ويقول: يا شيخ إن هذا الشاب مات في مسجدي وأنا أولى بغسله،فقلت: هذا والده وأخاه اتصلوا بي وطلبوا مني ان أغسله،فقال :فضلا يا شيخ أنا أرغب بغسله،فقلت:تفضل أنا وأنت واحد


وحتى لا أحرج الإمام أثناء الغسل خرجت وانتظرت في الخارج عند الباب ،قام الإمام بوضع السترة على الميت وتجريده من ملابسه وقام بتنجيته وتوضئته وضوء كامل ، ثم قام بغسله بالماء والسدر ثم بالماء والكافور ، ثم حملوه من خشبة الغسل إلى خشبة التكفين ليطيب في أماكن السجود التي كان يسجد فيها وهو حي بالمسجد ويفعل ذلك مع سائر الاموات المسلمين ، ثم يكفن ويحمل ويذهب به إلى المسجد للصلاة عليه


وبينما أوشك الإمام على الإنتهاء من التكفين وبالأخص عند ربط الأربطة لم يستطيع الإمام فنادني وطلب مني إقفال الكفن من جهة الرأس ، فقلت في نفسي لماذا لم يستطيع أن يقفل الكفن؟ فلا بد من وجود سر ودخلت إلى هذا الشاب مسرعا وانا مندهش من مما رأيت ،


ماذا رأيت يا إخوان؟


انني عندما نظرت لوجه الشاب الميت رأيت نورا ربانيا يخرج من وجهه ليس كأنوار الدنيا وكان مبتسما ومن قوة الابتسامة كانت أسنانه ظاهرة ، هل رأيتم ميت يبتسم؟


كأنه يضحك مات وهو يضحك ، فتذكرت الإمام وكأنه تعمد أن يريني وجه هذا الشاب ويقول لي دعه يا شيخ وجهه مكشوف ندفنه ووجهه مكشوف ،
فماذا أفعل يا إخوان؟ ماذا فعلت؟ فتحت باب المغسله وكل الإخوان الذين كانوا بالخارج دخلوا عليه وكل واحد منهم ينظر اليه كان يقبله على جبينه ،ودموعه على خده ،ومن ثم غطيت وجهه ثم حملناه وادخلناه المسجد قبل صلاة الظهر بساعة وكان حينها لم نكمل صفا واحدا في المسجد وبعد رفع الآذان وإقامة الصلاة وضعنا الجنازة أمام الإمام وصلينا على هذا الشاب وبعد الانتهاء نظرت الى الخلف فإذا بالمسجد يمتلئ بالمصلين ولم يكتفوا بذلك حتى الملحق التابع امتلئ حتى أنهم أغلقوا الممرات والطريق المؤدية للمسجد ولو رأيتم جنازة هذا الشاب وهي تخرج من المسجد مسرعة كأنها تطير لوحدها، ولو رأيت جنازة هذا الشاب وهي تمشي مسرعة وتسابق الاخوان على قبره وانزلوه ووضعوه على جنبه الأيمن باتجاه القبلة ثم حلو الاربطة وقاموا بتغطية هذا القبر ، وحطوا التراب عليه ،


يقول أحد المقربين له: أن عمر هذا الشاب 28 سنة لم يتزوج ، ما أن يأتي من عمله ويتناول طعام الغداء ثم يسمع المؤذن يأذن للصلاة ويذهب الى المسجد وينتظر فيه من بعد صلاة العصر حتى صلاة المغرب ،ماذا يفعل؟ من بعد صلاة العصر حتى صلاة المغرب؟ انه يقوم بتحفيظ الاطفال القرأن الكريم في المسجد،


اسأل الله لي ولكم حسن الخاتمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق